أعلنت مديرية زراعة البصرة، اليوم الخميس، عن جهود محلية لمواجهة تأثيرات التغير المناخي على الأهوار والحد من ارتفاع الملوحة، فيما أشارت إلى إطلاق حملات توعوية واعتمدت أنظمة حديثة لإنقاذ الثروة السمكية.
وقال مدير قسم الأسماك في مديرية زراعة البصرة، عباس جولان، إن "محافظة البصرة، كباقي محافظات العراق الاخرى، تتأثر بالتغيرات المناخية التي أدت إلى قلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وشح المياه، مما انعكس بشكل مباشر على الأهوار والمسطحات المائية الداخلية والمستنقعات"، موضحًا، أن "نقص الإطلاقات المائية، أدى إلى تقلص مساحات الأهوار تدريجيًا وارتفاع ملوحة المياه داخلها".
وأضاف جولان، أن "نقص الغطاء النباتي يشكل عاملًا آخر له تأثير مباشر على المناخ المحلي ودرجات الحرارة، وكذلك على الحيوانات التي تتغذى على النباتات المائية، وهذا الوضع تفاقم نتيجة شح المياه وارتفاع درجات الحرارة، ما أدى بدوره إلى نفوق أعداد من الأسماك في الجنوب والأهوار، وفي محافظة البصرة تحديدًا".
وفي ما يتعلق بالتحديات التي تواجه قطاع الثروة السمكية، أوضح جولان أن "شح المياه وارتفاع ملوحتها، إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة وقلة الغطاء النباتي، تؤثر بشكل مباشر على البيئة المائية في الأهوار والمسطحات الداخلية، فضلًا عن مجرى دجلة والفرات وحوض شط العرب".
وأشار إلى، أن "التقارير الدورية للمديرية تؤكد خلال السنوات الأخيرة أن بعض أنواع الأسماك تعرضت لخطر الانقراض نتيجة هذه الظروف، إذ إن الأسماك النهرية تحديدًا لا تتحمل مستويات ملوحة مرتفعة تتجاوز 2-4 غرام/ لتر، ما يؤدي إلى توقفها عن التغذية ثم نفوقها، بينما تهاجر أنواع أخرى إلى بيئات أكثر ملاءمة".
وأكد، أن "المديرية تتابع هذا الملف عن كثب من خلال محورين: الأول يركز على الإرشاد والتوعية لسكان الأهوار ومربي الأسماك وسكان المناطق القريبة من الأنهار، عبر ندوات تثقيفية حول كيفية التعامل مع الظروف المناخية الحالية وأما المحور الثاني فيركز على الحفاظ على أنواع الأسماك من الانقراض وضمان استدامة هذا المصدر الغذائي المهم؛ لما يمثله من أهمية لسكان البصرة الذين يعتمدون بشكل أساسي على الأسماك كمصدر للبروتين واتباع طرق التربية الحديثة، مثل استزراع الأسماك واستخدام نظام المياه المغلقة والأقفاص العائمة".